✍🏿 أحمد محمد حامد
هل تدخل الصين- ثاني أكبر اقتصاد في العالم- لمرحلة جديدة من الانكماش؟
بينما يحاول العملاق الآسيوي الخروج من حالة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن القيود الوقائية وقت جائحة كورونا، فقد أظهرت جميع المؤشرات الاقتصادية عدم إحراز تقدم منذ إلغاء تلك التدابير وفتح شرايين الاقتصاد بالكامل، ما تم رصده من إحصائيات وتحليلات اقتصادية تشير إلى اقتراب الاقتصاد الصيني من حافة الخطر في ظل انكماش الأسعار لأول مرة منذ عامين (بالسالب ) علي النقيض تمامًا من التضخم الذي يعاني منه باقي اقتصادات العالم نتيجة لارتفاع الأسعار.
في كلتا الحالتين ( الانكماش والتضخم ) يعاني الاقتصاد ضغط من تراجع معدلات الشراء حيث يفضل المستهلكين المحليين في الحالة الأولي تأجيل قرارات الشراء انتظارا لمزيد من الانخفاضات، ويزيد من معاناة الاقتصاد الصيني تسجيل الصادرات لأكبر تراجع بنسبة 14.2٪ بنهاية يوليو الماضي وذلك بسبب ضعف الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا.
هذا يعني ببساطة أن الشركات الصينية ستعاني في تصريف منتجاتها، ما يدفعها إلى خفض مستويات الإنتاج، ووقف التشغيل وقد يصل الأمر إلى تسريح العمالة، وانعكاس ذلك بالتبعية علي مؤشرات البطالة التي ارتفعت بالفعل لتسجل 21.3٪ في يونيو الماضي، أضف إلى كل ذلك توالي الانهيارات في القطاع العقاري الصيني والذي يساهم وحدة في 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ويتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الانكماش الحالي.
وسط كل هذه الضبابية لا أحد ينكر أن الاقتصاد الصيني مر بكثير من دورات الانكماش والركود واستطاع بمهارة كبيرة الخروج منها.. فهل يجد مخرجًا هذه المرة أيضا؟