✍🏿 أحمد محمد حامد
لماذا لا يجب أن نفرط فى توقعاتنا لانهيار الدولار؟
فى تعليقى على قمة البريكس الأخيرة تطرقت إلى رغبة دول المجموعة ” روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا” فى إنهاء هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمى، لكننى مازلت أتوقع أنه سيظل محافظًا على مكانته في المدي المتوسط، نظرًا لأن 90٪ من المعاملات التجارية على مستوي العالم تتم من خلاله، واستحواذه على 60٪من الاحتياطات النقدية في البنوك المركزية العالمية، كما ينظر المستثمرون إليه باعتباره الملاذ الآمن وقت الأزمات، فضلا عن تسعير سلع استراتيجية مثل النفط والغذاء يكون أيضا بالدولار، وبالتالي أي حديث عن انهيار للعملة الأمريكية في المدي الزمني القريب هو تفاؤل مبالغ فيه، أما حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعات مجموعة دول بريكس عن أن التخلص من الدولار كعملة عالمية مسألة لا رجعه فيها، واتفاق دول المجموعة على التوسع في المعاملات التجارية بالعملات المحلية، فإنه حال تنفيذه بشكل كامل – وهذا يتطلب عقود طويلة- قد يسهم في أفضل الأحوال في تحجيم سطوة الدولار وانكماش دوره، وكسر جزء من هيمنته علي الاقتصاد العالمي، خاصة أن النظام المالي العالمي لم ينجح في إيجاد عملة بديلة، حتي عملة البريكس المنتظرة والتي كانت مثار احتفاء كبير لم يصدر أي قرارات جوهرية خلال أعمال القمة بشأن تلك الفكرة التي يتبناها بقوة رئيس دولة البرازيل، في النهاية ما علينا سوي انتظار ما تسفر عنه حرب فرض الهيمنة الاقتصادية بين معسكر الصين وروسيا والهند والبرازيل من ناحية والولايات المتحدة والغرب من ناحية أخرى.