بقلم / مروة جمال
مكتبة بغداد<مملكة العلوم قديمًا>
مكتبة بغداد هي من أهم المكتبات، وأعظم دول الأرض، قرابه خمسة قرون متتالية…
أسسها الخليفة العباسي المسلم هارون الرشيد، والذي حكم الدولة الاسلامية من سنة ١٧٠ هجريًا إلى سنة ١٩٣ هجريًا، ثم ازدهرت مكتبة بغداد في عهد المأمون خليفة المسلمين من سنة ١٩٨ هجريًا الي سنة ٢١٨ هجريًا.
وكانت تَضُمُ ملايين من الكتب في مكتبة واحدة في زمن ليس فيه طباعة!.
نحن نتحدث عن مملكة كاملة من العلم حملت ملايين المجلدات في هذا الزمن القديم!.
ولم يُقرر بالتحديد كم عدد الكتب التي بمكتبة بغداد، والتي كانت تقدر بآلاف الملايين، ويكفي أن مكتبة طرابلس في لبنان لم تكن تقارن بمكتبة بغداد، والتي قد أحرق الصلبيون منها ثلاثة ملايين مجلد، ف يا تُري كم عدد المجلدات التي كانت موجودة في مكتبة بغداد؟.
وكانت مكتبة بغداد تشمل أيضًا عدد ضخم من الحجرات، وقد تم تخصيص كل مجموعة من الحجرات لكل مادة من مواد العلوم المختلفة، فكانت هناك حجرات معينة لكتب الفقه، وأخرى لكتب الطب، وأخرى للكيمياء وهكذا، فنحن نتحدث عن مملكة من العلوم.
كما كان في المكتبة المئات من الموظفين الذين يقومون بالاهتمام بها، ويستمرون علي تجديدها، كمان كان هناك من يدعون <النساخون> الذين ينسخون من كل كتاب أكثر من نسخة، كما كان هناك <المترجمون > الذين يترجمون الكتب الأجنبية، وكان هناك <الباحثون> الذين يبحثون لك عن نقطة معينة من نقاط العلم في هذه المكتبة العظيمة.
كما كان هناك غرف خاصة للمُدارسة وحلقات النقاش والندوات العلمية، وغرف أخري للترفيه والأكل والشرب، بل وكان هناك غُرف للإقامة للطالب القادمون من مسافات بعيدة.
نحن نتحدث عن جامعة ومملكة وليس فقط مكتبة.
وقد كان المأمون يشترط علي ملك الروم مُعهاداته معه بعد انتصارات المأمون المشهورة عليه أن يسمح للمترجمين المسلمين بترجمة الكتب التي في مكتبه القسطنطينية.
وقد تُرجمت في مكتبة بغداد الكُتب المكتوبة باللغات اليونانية والهنديةو الفارسية و غيرها.
نعم هذه هي مكتبة بغداد مملكة العلوم التي جمعت شتى علوم الأرض في زمانها.
ويبقي السؤال ماذا لو لم تُحرق مكتبة بغداد العظيمة؟ إلى أين كان وصل العالم من تقدم؟! ماذا عَلِمنا من حقائق ومعلومات؟!.