كتب .. معتز متولي
أصبح للثقافة أهمية خاصة في إدارة العلاقات بين الأفراد وداخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة ودورها في كيفية إدارة العلاقات الدولية، فإن الثقافة هوية ولغة لابد من تواجدها بين الشعوب
يعيش العالم العربي والإسلامي عالمين متناقضين، حاملا ثقافتين متباعدتين يصعب التقريب بينهما، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصلية وأخرى غربية فردية مصطنعة، وبين العالمين يقف الإنسان العربي عاجزا بين ماضية التراثي وبين العصرنة المغتربة عنه، فيصبح فاقدا للشخصية الثقافية، غير قادر على التأقلم مع الماضي أو التعايش مع الآخرين ؛
إن الثقافة محورا هاما في مجتمعاتنا لذلك يجب أن تحرص المجتمعات علي إرساء وتأكيد ثقافتها وهويتها بما تحمله من ماضيها العريق لدى كل الأفراد سواء كان طفل أو شاب أو عجوز بإختلاف مهامهم داخل المجتمع؛ حيث إن الإزدواجية الثقافية لدى الفرد تحدث نقصا فكرى وعلمى وتربوى لديه مما ينتج عنه أزمات فردية وعامة داخل عالمنا العربي والإسلامي ؛
ومن هنا يحدث الصراع الثقافى عن طريق الهيمنة بالقوة علي الثقافات التقليدية والمتوارثة عبر الأجيال، بهدف طمس هوية الشعوب وتغريب الإنسان وعزلة عن قضاياه المحورية والأساسية وإدخال الضعف لديه،
ويحدث ذلك أيضا نتيجة لوجود وسائل وأساليب تعمل علي إحداث خلل في العمليات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإعلامية والتربوية لعالمنا العربي والإسلامي، والذى ينتج عنه نوعا من الإزدواجية الثقافية وتغيير ملامح الثقافة الوطنية، وتشكيك الإنسان في جميع قناعاته الدينية والوطنية والأيديولوجية ؛
وقد تعددت آليات الهيمنة علي ثقافة عالمنا كما وكيفا، فمثلا نجد إهتمام الغرب بالثقافة العربية والإسلامية مقدمة ووسيلة للغزو الفكرى للمجتمع، وبالفعل إستطاعت الثقافة الغربية من التأثير علي بعض المثقفين والكتاب والمفكرين وتكوين نخبة مثقفة في مجمعاتنا يحملون أفكارهم لدرجة أنهم يرون أن طريق التقدم والأزدهار الوحيد في رفض التراث كله والتنكر للماضي برمته
يتضح لنا مما سبق أن الثقافة سلاح ذو حدين مع أو ضد الشعوب والمجتمعات، فإذا كانت الثقافة راسخة وثابتة في قوام المجتمع وبين أفرادة، وتعمل تلك الثقافة علي تحقيق التكافؤ بين تراثها وماضيها والتقدم العصرى في مختلف المجالات علميا وإقتصاديا وتربويا…. وغيرها، نجد المجتمع مزدهر ومتقدم، أما إذا كانت الثقافة ضد المجتمع فاللآسف يظهر الصراع الثقافى والإزدواجية الثقافية.