*** (  البصمة الكربونية  ) ***

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp
مصر
كتب   ..  محمد صلاح 

البصمة الكربونية Carbon footprint هى عبارة عن كمية الكربون التي تنبعث من منظمة أو حدث أو منتج أو فرد بشكل مباشر أو غير مباشر ، وهى تختلف من شخص لآخر حسب موقعه وعاداته واختياره الشخصي ، ويسهم كل فرد في انبعاثات غازات الإحتباس الحراري إما عن طريق أسلوب معيشته ، أو عبر سفره ، أو من خلال الطعام الذي يأكله ، أو كمية الكهرباء التي يستهلكها ، وغير ذلك . فعلى سبيل المثال عند قيادة سيارة وحرق الوقود ، فإنه يولد كمية معينة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ، وعندما يتم تدفئة المنازل ، فإنه يولد أيضًا ثاني أكسيد الكربون على افتراض أن الكهرباء تأتي من محطات تعمل بالفحم ، وبالمثل عندما نقوم بإعداد الطعام فإنه يولد أيضًا بعض كميات ثاني أكسيد الكربون أثناء هذه العملية .

* وهناك أشخاص ومنظمات وحتى حكومات محلية بدأت في الحديث عن البصمة الكربونية ، وتحفيز بعضها البعض لوضع خطط للحد من انبعاثات الكربون ، ولكنهم غير متأكدين دائمًا من أكثر الطرق فعالية للمضي قدمًا فى هذا السبيل ، كما أنهم يتفاعلون بحذر لأن تقليل البصمة يتطلب تغييرًا جذريًا في أنماط الحياة والطرق الحالية للقيام بالأشياء ، حيث يرشد هذا التفسير المختصر للبصمة الكربونية أولئك الذين ما زالوا جددًا على هذا المفهوم .

* تعريف :

– في معظم الحالات ، لا يمكن حساب البصمة الكربونية الإجمالية بالضبط لعدم كفاية المعرفة والبيانات الخاصة بالتفاعلات المعقدة بين العمليات المساهمة ، بما فيها أثر العمليات الطبيعية التي تخزن ثاني أكسيد الكربون أو تطلقه إلى الجو . لهذا السبب ، فقد اقترح رايت وكيمب وويليامز التعريف التالي للبصمة الكربونية :

هى مقياس للكمية الإجمالية من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون ( CO2 ) والميثان ( CH4 ) لمجتمع أو نظام أو نشاط معرف ، مع أخذ كل المصادر والمصارف والخزانات ذات الصلة بعين الإعتبار ضمن الحدود المكانية والزمنية للمجتمع أو النظام أو النشاط المدروس . ويحسب كمكافئ ثنائي أكسيد الكربون باستخدام الإحتمال ذي الصلة لحدوث الإحترار العالمي لمئة عام .
– وبإختصار ، يمكن القول إن البصمة الكربونية هي كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي للأرض بسبب الأنشطة اليومية للبشرية ، سواء محليًا أو تجاريًا ، وتعرف أيضًا باسم المجموعات التراكمية لإنبعاثات غازات الدفيئة التي تسببها البشرية ، أو المنتجات التي من صنع الإنسان ، حيث يُقال إنه لا توجد أيضًا طريقة معروفة لحساب البصمة الكربونية الإجمالية بسبب الكميات الكبيرة من البيانات التي يُزعم أنها مطلوبة للقيام بذلك ، وقد تم توسيع حجة الحساب هذه إلى أبعد من ذلك في الاعتقاد بأن ثاني أكسيد الكربون لا يزال ينتج بشكل أساسي من العناصر الطبيعية .

* أصل المفهوم :

– مفهوم البصمة الكربونية واسمها مشتقان من مفهوم البصمة البيئية أو الأثر البيئي ، والذي طوره ويليام إ. ريس وماثيس واكرناغل في تسعينيات القرن العشرين . وفي حين تحسب البصمة الكربونية عادةً بأطنان انبعاثات ( مكافئ CO2 ) في السنة الواحدة ، تحسب البصمات البيئية عادةً بالمقارنة مع ما كان يمكن للكوكب تجديده . ويقيم هذا عدد الأراضي التي ستكون مطلوبة إذا استهلك الجميع على الكوكب الموارد بنفس مستوى الشخص الذي تحسب بصمته الكربونية .
– و البصمة الكربونية جزء واحد من البصمة البيئية ، إلا أنها مركزة أكثر من البصمات البيئية لأنها تقيس فقط انبعاثات الغازات المسببة للتغير المناخي إلى الغلاف الجوي . وهى أيضا واحدة من مجموعة مؤشرات بصمات ، وهي مجموعة تضم أيضًا البصمات البيئية ، وتلك المائية ، وبصمات اليابسة .

* المتوسط السنوي العالمى للبصمة :

– كان المتوسط السنوي العالمي للبصمة الكربونية للشخص الواحد في عام 2014 نحو 5 أطنان مكافئ ثنائي أكسيد الكربون . ورغم وجود عدة طرق لحساب البصمة الكربونية ، تقترح منظمة الحفاظ على الطبيعة أن متوسط البصمة الكربونية للمواطن الأمريكي هى حوالى 16 طنًا ، وهو ما يعد أحد أعلى المعدلات عالميًا .

* خلفيتها :

– تعد الأنشطة البشرية من الأسباب الرئيسية لإنبعاثات غازات الدفيئة . وتزيد هذه الإنبعاثات درجة حرارة الأرض ، وهي تصدر نتيجة استخدام الوقود الأحفوري في الكهرباء ، ومن منتجات ثانوية أخرى للتصنيع . و تتكون الآثار الكبرى لهذه الممارسات بشكل أساسى من التغيرات المناخية ، كزيادة هطول الأمطار ، وحموضة المحيطات وارتفاع حرارتها . ويحدث التغير المناخي منذ بدء الثورة الصناعية في عشرينيات القرن التاسع عشر . وبسبب اعتماد البشر الشديد على الوقود الأحفوري ، واستخدام الطاقة ، وإزالة الغابات بشكل مستمر ؛ فإن كمية غاز الدفيئة في الغلاف الجوي تزداد ، مما يجعل تخفيض بصمة غازات الدفيئة أمرًا أصعب .

* غازات الدفيئة :

هى غازات تزيد درجة حرارة كوكب الأرض بامتصاصها للأشعة تحت الحمراء ، ومع أن بعض الإنبعاثات طبيعية ، فإن معدل إنتاجها ازداد بسبب الإستخدامات البشرية ، حيث تصدر هذه الغازات عن استخدام الوقود الأحفوري في الكهرباء والحرارة والنقل ، بالإضافة إلى انبعاثها كمنتجات ثانوية لعمليات التصنيع . وأكثر غازات الدفيئة شيوعًا ثاني أكسيد الكربون و الميثان و أكسيد النيتروس والعديد من الغازات المفلورة . و البصمة الكربونية هي الكمية الرقمية لهذه الغازات الصادرة عن كيان واحد .

* المساهمون في البصمة الكربونية :

– المساهمون الرئيسيون :

إن علماء المناخ والنشطاء العالميين من أجل الحد من انبعاثات غازات الإحتباس الحراري يجادلون بأن هناك أكثر من أدلة كافية تشير إلى حدوث ضرر كافٍ بالفعل ، لذلك يقولون سواء كانت القياسات يجب أن تؤخذ أم لا ، فإنه يجب اتخاذ الإجراءات المناسبة اليوم ، وهذا ليس سوى بعض المساهمين الرئيسيين في البصمة الكربونية  ،

وهم كما يلي :

– الطاقة :

وهنا تكون انبعاثات الكربون جماعية ، حيث تأتي من مجموعة متنوعة من المصادر ، وهي العمليات الصناعية والنقل والكهرباء وانبعاثات الوقود .

– التصنيع :

منذ أن بدأت الثورة الصناعية في منتصف القرن العشرين استمر ثاني أكسيد الكربون في الإرتفاع دون رادع وبمعدلات تنذر بالخطر .

– الزراعة :

لا تزال معظم العمليات الزراعية داخل الدول المتقدمة والنامية تجري بصورة تجارية ، مما أدى إلى الإنتاج الضخم للماشية الذي نتج عنه إطلاق مستويات كبيرة من غاز الميثان في الغلاف الجوي .

– النفايات :

بغض النظر عن أى عملية أو نشاط يتم تنفيذه ، فإن النفايات الناتجة عنها مفرطة ، كما أنه له تأثيرا ضارا على الموارد الطبيعية للأرض ، خاصة النباتات ، الحيوانات ، والمحيطات .

– العمل البشري :

تسهم الطريقة التي اعتاد عليها الجنس البشري للقيام بالأشياء كل يوم ، وأيضا سواء كان ذلك بسرعة أو براحة أكبر في الزيادة الهائلة في بصمات الكربون بصورة سنوية .

* المساهمون الأكثر ضررًا :

– تبذل مئات الشركات من جميع أنحاء العالم جهودًا متضافرة للحد من انبعاثات الكربون الخاصة بهم ، لكن أكبر الجناة الذين لا يزيد عددهم عن مائة من أكبر الشركات في العالم ، كانوا الأكثر ترددًا في التغيير ، كما أنهم يواصلون مقاومة المحاولات التشريعية للقيام بذلك من خلال الوسائل القانونية ، لكن هذه الشركات كانت مسئولة عن ثلثي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فى العالم حتى الآن .

* وفيما يلي بعض النقاط البارزة حول الإجراءات التفاعلية والمدمرة لبعض هذه الشركات :

– تتأثر العديد من الشركات الكبيرة المنتجة للطاقة بمساهمات المستثمرين وحصصهم من المؤسسات الحكومية ، وفي بعض البلدان لا تزال الدولة تمتلك حصة الأغلبية في هذه الشركات . وفي السنوات الخمس والعشرين إلى الثلاثين الماضية جاء نصف الإنبعاثات المقدرة على الأقل من شركات حرق النفط والفحم ( وحدها ) ، وفي بعض الأماكن بتفويض من الحكومات للقيام بذلك لديهم أيضًا احتياطيات كبيرة من الوقود الأحفوري ، فإذا تم حرقه ، فإن الأرض معرضة لخطر أكبر .

* وعلى المستوى الحكومي العالمي تعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند أكبر بواعث لغازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان ، بينما تعد جنوب إفريقيا أكبر مساهم في القارة الأفريقية ، ويمكن القول إن الحجة التي تطالب بأن تقدم الدول المتقدمة مساهمات أكبر نحو تقليل البصمة الكربونية ، بينما يتم منح الدول الأقل نمواً في العالم تنازلات هي بالأساس حجة داحضة .

* طرق تقليل البصمة الكربونية :

– إن حالة الزيادات السنوية الكبيرة فى انبعاثات غازات الإحتباس الحراري خطيرة بشكل كبير ، حيث يستدعي ذلك اتخاذ إجراءات فورية وبدون تأخير وبدون تنازلات ، وذلك من خلال التجمعات الضخمة في المؤتمرات المصممة لإجراء محادثة حول البصمة الكربونية . لكن بشكل عام ضاعت بعض النقاط والفرص حتى الآن ، حيث تناقش المجموعات دائمًا الطرق والوسائل للحد من بصمات الكربون الخاصة بها دون التأثير سلبًا على مصالحها الخاصة أو المجتمعات أو الدول التي تمثلها ، لكن ذلك إذا تم بشكل صحيح ، فإن الحد من آثار الكربون سوف يغير حياة الناس .
* ومن أهم هذه الطرق ما يلى :

– قيادة السيارات :

لا تزال السيارات الهجينة بعيدة عن متناول معظم السائقين ، ويرجع ذلك أساسًا إلى سعرها ، لكنها بديل ضروري للمركبات التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل . أيضا ، فإنه عند القيادة يجب على سائقي السيارات تجنب شبكات الطرق شديدة الإزدحام ، حيث تؤثر جودة قيادتهم أيضًا في تقليل بصمتهم الكربونية . وبدلاً من القيادة ، فإن النصيحة الشائعة والصحية هي المشي ، كما يمكن لأولئك الذين لديهم مسافة بعيدة جدًا ، استخدام شبكات النقل بالحافلات السريعة ، وشبكات السكك الحديدية الحضرية ، أى وسائل النقل العام .

تقليل اللحوم الحمراء :
بدأ النباتيون بالفعل بداية جيدة لأن معظم نفاياتهم الاستهلاكية يمكن إعادة تدويرها بسهولة ، ومع ذلك فإن انبعاثات غازات الإحتباس الحراري من المنتجات الزراعية مثل الماشية والدواجن كبيرة ، وحيثما يكون هناك طلب أقل ، يمكن بالتأكيد تقليل الإنبعاثات .

– الشراء المحلي :
إضافة إلى الملاحظة أعلاه فإن شراء المنتجات العضوية المحلية يقاوم بشكل فعال وكبير النتائج الزراعية ذات الإنتاج الضخم ، حيث هناك انخفاض كبير في كمية البلاستيك المستخدم في تغليف المنتجات ، كما تم تقليل استخدام الوقود أثناء العبور على الطرق الطويلة .
– كفاءة الطاقة في المنزل :

يجب إيقاف تشغيل جميع الأجهزة التي لا يتم استخدامها على الفور ، ويجب أيضًا إغلاق جميع المنافذ الكهربائية غير المستخدمة ، ويجب إطفاء سخانات الماء الساخن طوال اليوم وتشغيلها فقط عند الحاجة ، و رغم أن هذه العادات كلها تمثل نمط حياة بسيطة ، إلا أنها عملية يسهل تبنيها .

– شراء الطاقة الخضراء :
من الممكن تمامًا تزويد المنازل عموما ببدائل مستدامة بيئيا لإنتاج الطاقة دون المساس بنمط حياة البشر ، وانتظار توصيل الشبكات الوطنية عبر مصادر إمدادات الطاقة الخضراء ، وعلى سبيل المثال ، فإن التكنولوجيا متاحة الآن لتركيب ألواح الطاقة الشمسية .

– شراء أرصدة الكربون :
بالنسبة لبعض الشركات أو الأفراد لا يمكن تجنب بعض الإنبعاثات ، وبالنسبة لهؤلاء يعد شراء أرصدة الكربون خيارًا مفيدًا لهم ، حيث يتم ذلك عن طريق شراء هذه الأرصدة من الشركات التي سوف تستثمر تلك الأموال نيابة عنها في بعض مشاريع الطاقة المتجددة ورفع كفاءة الطاقة .
تم مراجعتها من مصادر متعددة 
لحق المعرفة والتوعية …

قد يعجبك أيضًأ

Open chat
1
Scan the code
تواصل معنا