مصر
كتب محمد صلاح
ـ موقف مـصـر
الدولة المصرية التي تتعامل بسياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف ، وسط عالم تحكمه المصالح ولا عهد ولا ميثاق يفي به أحد الصديق قبل العدو ، فمنذ حرب العراق 2003 وصولاً إلى موجات الربيع العبري الذي ضربت دول الشرق الأوسط بداية من 2011 وحتى تاريخه ، كان للدولة المصرية إستراتيجية ثابتة وسياسة واضحة لعدم إنهيار دول المنطقة التي نشب بها الصراع ، ألا وهي دعم والحفاظ على مؤسسات الدول الوطنية ، ليس محابةً لرموز أي نظام من هؤلاء وإنما لأن الرؤية المصرية كانت تعي جيداً أن إنهيار المؤسسات الوطنية هو إنهيار لكل معالم وشعب الدولة ، وأن الدولة التي تسقط يصعب أن تعود مجدداً ، الدولة المصرية هي الوحيدة في الإقليم التي تسعى للحفاظ فكرة الدولة الوطنية في كل مناطق الصراع ، ودائماً ما تُفضل مـصـر الحلول السياسية السلمية عن غيرها ؛
ـ الموقف في سوريا
بعد النجاح الساحق لواحد من مخططات الشرق الأوسط الجديد ، برعاية ‘أمريكا ـ إسرائيل ـ تركيا ـ قطر’ بتغير جذري للأمور في سوريا حيث إستطاع أهل الشر السالف ذكرهم من تحقيق ما فاق أهدافهم ، بداية من إسقاط ما كان قائماً من أركان الدولة السورية ، ثم تمليك زمام الدولة لميليشيات ذات مرجعية إرهابية متطرفة ، تم تدريبهم وإعدادهم وتمويلهم من قبل هؤلاء الأشرار ، وصولاً لتحقيق كل طرف من أطراف أهل الشر لمآربه علي الأراضي السورية ، وفي ظل حرص مخابرات هذه الدول في نمذجة الوضع الحالي في سوريا ، في باقي دول الإقليم حدث الآتي
أولاً غيروا مواقفهم وزيفوا الحقائق وفق ما تهوى مصالحهم ، ودعوا دول العالم لتقبل الوضع في سوريا والتعاون مع القيادة الحالية ، فأرسلت أمريكا وتركيا وفودهم إلى قادة الميليشا إعلاناً منهم بشرعية موقف الميليشا أمام كل دول العالم ، وبالفعل سارعت معظم الدول العربية ذات الأهمية والتأثير في الملف السوري بالحضور في حضن الميليشا ، دون الإهتمام بكونهم جماعات إرهابية متطرفة صناعة صهيونية أمريكية لتحقيق أهدافهم ، والمطلوب الآن هو دفع الدولة المصرية لقبول الوضع الحالي في سوريا
ـ الدولة المصرية الوطنية القومية
القائمة على المواطنة ، دولة ذات مؤسسات وطنية وليست طائفية ، دولة تحترم نفسها وتحترم سيادتها ، دولة شعبها رفض أن تحكمة جماعات إرهابية ، دولة رفضت مرور ‘الصهيوأمريكي’ فوق أراضيها ، دولة لن تستطيع أي قوة أن تغير هويتها ، دولة تتحرك فقط وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية بقراراً وطنياً خالصاً لا لأحد التدخل فيه ، ولا هي تتدخل في شؤون الآخرين ، فمنذ الوهلة الأولى أعلنت الدولة المصرية علي لسان الرئيس ‘عبدالفتاح السيسي’ : “أن الشعوب هي صاحبة الحق في إختيار مصائرها ، الشعب في أي دولة هو ال بإيده يبني وبإيده يهد ، ونحن نحترم خيارات الشعوب” ما يعنيه هذا أن مـصـر تحترم خيار الشعب السوري ، ولكن للدولة كل الحق في إنتهاج ما يناسبها للحفاظ على الأمن القومي المصري ؛
ـ النموذج السوري الذي تراه إعلامياً
هو فرحة الشعب السوري بنجاحه في التخلص من حكم نظام الأسد المجرم ، ولكن لماذا لا يتم تسليط الضوء على إحتلال الكيان الإسرائيلي كل يوم لأراضي جديدة في سوريا ، وهو نفسه ما تقوم به تركيا بالتغيير الجغرافي والديموغرافي ، ناهيك عن مجازر الشوراع في حق من يخالف هذه الميليشيات الإرهـ ـابية ، ودي مشاهد حقيقية قد تنبأ به الرئيس ‘عبدالفتاح السيسي’ حينما قال “لو تملك هؤلاء الخوارج من حكم أي دولة ، سيمعنون في القتل والذبح وسفك الدماء وتدمير مظاهر الحضارة ، ولن يستطيع أحد أن يقف أمامهم” ، هذا هو المصير الذي نجى الله مـصـر منه ، وقدر لها رجالاً علي قدر المسؤولية وحافظوا عليها من الشر وأهله ؛
ـ حماية الأمن القومي المصري
بالإضافة إلى القرارات التي إتخذتها الدولة المصرية في يخص السوريين اللاجئين المقيمين داخل الأراضي المصرية أو الراغبين في الدخول إلى مـصـر ، إتخذت الدولة المصرية أمس قرارات مماثلة تتعلق بمنع دخول الفلسطينيين القادمين من ‘سوريا ـ ليبيا ـ السودان ـ اليمن ـ العراق’ ، ما يعني أن الأجهزة الأمنية للدولة المصرية تعلم أمراّ يُحاك في الخفاء من أهل الشر ليستهدف الأمن القومي المصري ، وبناءاً عليه إتخذت هذه الإجراءات ، ونحن المصريين ندعم كل ما تراه الأجهزة الوطنية للدولة المصرية مناسباً في الحفاظ علي أمن وإستقرار مـصـر ؛
شعب مـصـر العظيم ، أيها الشعب الأبي الكريم ، المؤامرة علي الدولة المصرية مازالت قائمة وأطرافها معلمون ، ويصرحون بأنهم أهل الشر وأهل المؤامرات دون مواربة ، فمن منا لا يعي ما يحاك ضد الدولة المصرية ، سيكون بمثابة ثغرة في جدار الوطن ، إهتموا بحالكم وزيدوا وعيكم وإعرفوا حجم التحدي ، وبفضل الله طالما كانت الجبهة الداخلية للدولة المصرية صلبة وصامدة ، لن يستطيع كائناً من كان أن يهزمنا ، كل الدعم والثقة في مؤسسات الدولة الوطنية المصرية وقيادتها الشريفة وللرئيس ‘عبدالفتاح السيسي’ ، وأخيراً وكما إعتدتم مني وأنا أختم كلماتي إجعلوا مـصـر قبلتكم ولاتحيدوا ولاتتخلوا أبداً عنها فهي معيننا الذي لاينضب بإذن الله
ودائماً وأبداً تحيامصر تحيامصر تحيامصر 🇪🇬