منتصف العمر…

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

 

بقلم // أماني حسن

بعد أن كنا ننظر إلى المستقبل من بعيد و نتعجله أصبحنا ننظر إلى الزمن نظرة إستعطاف وتوسل أن يتوقف قليلًا كي نلتقط أنفاسنا…أن الحياة و الزمن يتسارعان و نحن نتعب من ورائهما كثيرا و ها قد انتصف العمر و أبيض الشعر و تغيرت الملامح…هذا زميلي و رفيق دربي ما الذي حدث له ؟ أراه و قد أصبح مظهره مظهر الشيخ العجوز رغم أنه في الأربعين و تلك زميلتي قد أصبحت تشبه أمها إلى حد كبير…و تلك خالتي أصبحت جدة ضعيفة و هذا ذهب و هذا مرض وهذا فارق الحياه و الأحوال تغيرت كثيرًا..

عندما تفعل بنا الدنيا كثير من الأفعال و تحين هذه اللحظة من التفكير و التأمل في هذه الرحلة و يحين الوقت الذي ندرك فيه أن الحياة رحلة لها بداية و نهاية…هنا قد يلوم البعض نفسه على أنه لم يحقق ما كان يحلم به من أهداف و أنه تأخر كثيرًا فى تحقيق ما كان يحلم يفكر فيه من إنجازات و أنه أخطأ في هذا و لم يحالفه الحظ في ذاك و قد يشعر بالتعب من هموم الدنيا و مشاغلها و مشاكلها و قد يشعر باليأس من إصلاح أولاده أو رضا الزوجين لبعضهما أو تحقيق آماله…أو يشعر بالملل من عمله و حياته…أو أن يقارن حاله بحال بعض أقاربه وأصدقائه الذين حالفهم الحظ و حققوا النجاحات و ارتفعوا في الثروة و الجاه أو في الشهرة و العلم …وقد ينظر إلى المستقبل و قد أرهقه التعب و أرهقته المطالب و ظهرت له الدنيا على حقيقتها و علم أنه لن يهنأ فيها و أنه خلق ليعمل و يكد …

و ما يزيد الأمر تعقيدا هو فقدان الأحبة و الأصدقاء أو حتي الخوف الدائم من فقدانهم..

و أسوأ أحساس في هذا الوقت هو إحساسك بأنك قد تكون أسأت اختيار شريك حياتك أو عدم رضاك عن أبنائك…هم منك و إليك و هم ماضيك و حاضرك و مستقبلك …فلا تثور عليهم و تنقلب على نعمة وجودهم في حياتك ..

وتتقدم بالعمر و ظهور المرض و ضعف اللياقة و ثقل الجسد و الحقيقة أن الشيخوخة و العجز أمر نسبي جسديا و نفسيا فهو لا يرتبط بعمرك معدودا بالاعوام و لكنه يرتبط بقدرتك و قوتك الجسدية و بنفسيتك …أعرف أناسا كثيره تخطوا الستين و لكنهم يحملون في صدورهم قلوب الشباب و علي الجانب الآخر شباب ثلاثيني يعتنقون أفكار و هموم الشيوخ و العجائز…

و رغم علمنا بهذا كله فنحن نستسلم جسديا و نفسيا …نستسلم حين نترك الحركة و السعي و الرياضة و نركن الي الخمول و الراحة…نستسلم حين نسمح لخيبة الأمل أن تسكن قلوبنا و نفوسنا …نستسلم حين نسمح للضلالات بالتمكن منا و من عقولنا..

كلنا لنا أحلام و أهداف و لكن ينبغي أن نعرف أن كل ما علينا هو السعي و المحاولة و هذا هو جوهر الحياة… فالمواطن العادي لا يختلف عن الثري او الوجيه فكلاهما يستطيع ان يشعر بالراحه والسعاده بطريقته
وأخيرا يجب أن تحبوا حياتكم كماهي وكما قدرها الله سبحانه وتعالي عيشوا كل لحظه بحالتها الحزينه او الجميله و تمتعوا بالشعور بالراحه النفسيه

قد يعجبك أيضًأ

Open chat
1
Scan the code
تواصل معنا