نبض الحياة سقف حماس الهابط

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on tumblr
Share on telegram
Share on whatsapp

كتب  ..  عمر حلمي الغول
من سنن ومرتكزات المفاوضات بين القوى المتحاربة والدول المختلفة تحديد كل منها أهدافها، وتذهب للحوار مع الوسطاء او الى طاولة المفاوضات وهي تتسلح باوراق القوة المتوفرة باليد، وتضع امام الخصوم او الأعداء أهدافها الرئيسية دون تنازلات مجانية سلفا، وفي نطاق المساومة السياسية والأمنية والاقتصادية تناور حتى تحصل على أهدافها كافة، وإن كان هناك مصلحة وطنية لتقديم بعض التنازلات الممكنة والمقبولة، يمكن تقديمها بما لا يمس الأساس الناظم للمحددات الأساسية، التي تخدم المصالح العامة.
في حرب الإبادة الجماعية التي تقودها الإدارة الأميركية وربيبتها إسرائيل على الشعب العربي الفلسطيني منذ 111 يوما حتى الان، كان احد الأهداف المركزية للاعداء الافراج عن اسرى الحرب الإسرائيليين الموجودين بيد اذرع المقاومة وخاصة الموجودين عند حركة حماس، وهم ورقة هامة في المفاوضات. رغم ان حكومة الحرب الإسرائيلية نتيجة مأزقها الناجم عن الفشل حتى اللحظة من عدم تمكنها من تحقيق أي من الأهداف المعلنة لحرب ابادتها على قطاع غزة وخاصة هدف الافراج عن اسرى الحرب، مما يدفع رئيس الوزراء، نتنياهو المسكون بالبقاء في كرسي الحكم الى ارتكاب المزيد من عمليات الإبادة التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز إيواء النازحين من المدنيين، وحتى لو نجم عن ذلك قتل أسرى جدد من الإسرائيليين او قتلهم جميعا.
وتقوم إدارة بايدن وحكومة الإبادة الإسرائيلية بجهود مكثفة مع الوسطين المصري والقطري لاحداث اختراق في جدار المفاوضات بشأن الافراج عن الاسرى مقابل هدن مؤقتة وواهية تبقي أبناء الشعب الفلسطيني في محافظات الجنوب فريسة للابادة وعمليات التهجير القسري، ودون الالتزام الحقيقي بوقف الحرب فورا، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين، ومن غير التعهد بالذهاب للحل السياسي.
وتناقلت وسائل الاعلام المحلية والإسرائيلية والدولية، وصرحت مصادر مسؤولة عديدة من الاميركيين والإسرائيليين عن تقدم في المفاوضات مقابل هدن أطول تصل لمدة شهر او شهرين، الا ان كل من قادة حماس وإسرائيل ينفون ذلك، وتؤكد المصادر الرسمية عن صعوبة التوصل الى اتفاق محدد. وبغض النظر عما يدور في الغرف المغلقة، فإن ما يهم الشعب الفلسطيني هو التوصل لاتفاق نهائي يتضمن وقفا فوريا لحرب الإبادة ودون قيد او شرط.
وهذا الهدف اعلنه الناطق باسم حركة حماس، أسامة حمدان، بالإضافة الى هدفين آخرين، هما مغادرة القوات الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية في القطاع، ورفض التفاوض على هدن مؤقتة، ووجود ضمانات دولية وإقليمية لعدم عودة القوات الإسرائيلية لمحافظات الجنوب مقابل الافراج عن اسرى الحرب الاسرائيليين.
وعلى أهمية الأهداف المعلنة من قبل حماس، بيد انها تعتبر أهدافا ناقصة، ولا تفي بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. لان المطلوب لا يقتصر على وقف الحرب فورا، وعلى رفض الهدن المؤقتة، كون ذلك يعني ان الشعب دفع فاتورة غير مسبوقة من عشرات الالاف من الشهداء والجرحى، ومئات الالاف من عمليات التدمير للمساكن والمستشفيات والمدارس والجامعات وأماكن العبادة، ونسف لكل معالم الحياة مقابل لا شيء، او كأن لسان حال قادة حماس بقاء حكمها في قطاع غزة. لانها عندما تترك الأمور غامضة وملتبسة وغير محددة، فهي تعني هدفا فئويا محددا عنوانه إبقاء السيطرة على غزة.
ولهذا كان على قادة حركة حماس إن كانت معنية بالمصالح الوطنية، ان تربط الأهداف المعلنة أولا بالذهاب في اليوم التالي للحل السياسي لاستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية تحت قيادة منظمة التحرير؛ ثانيا رفع يد إسرائيل كليا عن التحكم او مراقبة دخول المساعدات الإنسانية كافة الى القطاع؛ ثالثا عدم التدخل في الشئون الفلسطينية لا من قريب او بعيد. لان تقرير المصير للشعب يخصه هو، ولا يخص غيره من القوى، ووفق قرارات الشرعية الدولية؛ رابعا تأمين الحماية الدولية لابناء الشعب الفلسطيني في محافظات الوطن كله؛ خامسا رفض التهجير القسري او ما يسمى الطوعي لاي مواطن فلسطيني من القطاع او الضفة الفلسطينية وفي مقدمتها القدس العاصمة؛ سادسا التأكيد على الافراج الكامل عن اسرى الحرب الفلسطينيين وفق شعار “الكل مقابل الكل”، بالإضافة الى التوقف الفوري الان عن مواصلة التعذيب والتنكيل باسرى الحرب الفلسطينيين؛ سابعا تعويض مالي ولوجستي عن كل ما دمره الأعداء الإسرائيليين والأميركيين والغرب الأوروبي.
لذا مازالت اهداف حركة حماس هابطة وذات صبغة فئوية ضيقة، الامر الذي يستدعي من الذين اتخذوا قرار العملية الفدائية في 7 أكتوبر 2023، رفض العودة لما كانت عليه الأوضاع قبل 7 أكتوبر. لان ذلك ينطبق عليه المثل الشعبي “كأنك يا أبو زيد ما غزيت!” وعاد الشعب لدوامة الانقسام والتشرذم والنوم في العراء، وهذا ما يرفضه الشعب. لانه يريد الوحدة الوطنية تحت راية منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد، التي لم تغلق أبوابها يوما امام حركتي حماس والجهاد، ومازالت تلك الأبواب مفتوحة للحركتين.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

قد يعجبك أيضًأ

Open chat
1
Scan the code
تواصل معنا