،،،، خان وطنه وشعبه ،،،،،

مصر    الجيزه

كتب      محمد صلاح

الأسد الذي ليس بأسد
والتاريخ لا يرحم ولابد عن يوم تظهر فيه الحقيقه يوم١٠ يونيو سنة٦٧، اتفاجئ السوريين بأذاعه بيان رقم ٦٦من وزير الدفاع، بيعلن فيه سقوط القنيطرة في إيد الإسرائيليين.
والغريب إن البيان٦٦ اتزاع والقوات الإسرائيلية لسه على بُعد٢٥ كم من المدينة والقتال ما ابتداش!
ووزير الصحة السوري وقتها، عبدالرحمن الأكتع، كان موجود في جنوب القنيطرة، واندهش لما سمع البيان لإن مفيش ولا دبابة ولا جندي إسرائيلي واحد ظهر!
وعشان كده اتصل بحافظ الأسد وقاله: المعلومات اللي وصلتكم غلط.. المدينة ما سقطتش!
لكن حافظ بيشتمه ويقوله: ما تدخلش في شغل غيرك يا كلب يا ابن الكلب!
وهنا يعرف إن فيه حاجة غلط.
وبتنهار القوات السورية الموجودة في القنيطرة بشكل كامل، وبتحصل عمليات انسحاب عشوائية، وإسرائيل بتستولي على الجولان كأنها في نزهة.
وكل ده بسبب البيان٦٦، اللي فضل سر غامض لحد ما الرئيس السادات كشف الحقيقة والخيانة.
سنة٦٩؛ السادات زار سوريا على رأس وفد مصري بتكليف من جمال عبدالناصر.. وكان معاه صديقه الشخصي محمود جامع.
وتاني يوم السادات أخده في عربية وراحوا الجولان من غير حراسة.
ولما وصلوا حط إيده على كتفه وقاله:
شايف الجولان يا محمود شكلها عامل إزاي؟.. أنا عاوز أسألك سؤال: بذمتك فيه أي قوة تقدر تستولى عليها بالسهولة دي زي ما حصل في ٦٧ حتى لو كانت إسرائيل؟!
وكان يقصد إن الطبيعة الجغرافية للجولان بتخليها محتاجة أسابيع من القتال للسيطرة عليها.
محمود جامع بدأ يركز مع السادات اللي كمل كلامه وقاله:
أنا هأتمنك على سر..
الجولان اتباعت يا محمود..
حافظ الأسد وأخوه رفعت قبضوا١٠٠ مليون دولار، والفلوس اتحطت في حساباتهم في سوريا.. ورقم الشيك موجود في خزنة عبدالناصر!
وكشف السادات إن رفعت الأسد كان مهندس الاتفاق مع الموساد.. وحافظ هو اللي أصدر أوامر الانسحاب من الجولان وبيان سقوط القنيطرة… اللي أدهش الإسرائيليين نفسهم لدرجة إن الباحث الإسرائيلي المختص في الشأن السوري إيال زيسر قال:
“اتعودنا إن الإذاعات العربية تذيع بيانات عن انتصارات ما حصلتش.. لكن دي أول مرة يذيعوا بيان عن هزيمة ما حصلتش”!
وكلام السادات بيأكده المقدم السوري خليل مصطفى.. وكان ضابط مخابرات في الجولان، وعمل كتاب اسمه سقوط الجولان” فضح فيه الخيانة اللي حصلت.
وقال إن مفيش أي معارك حصلت مع القوات الإسرائيلية.. وكل اللي تم سيناريو مكشوف.
واتهم حافظ الأسد بإنه خلى كل المواقع السورية هدف سهل للطيران الإسرائيلي، ووصل الأمر إن الطيارين الإسرائيليين كانوا بيتسلوا بضربها.
والسبب قراراته العشوائية من الهجوم للدفاع للانسحاب.
وبيوصف مشهد سقوط الجولان وبيقول إن الأرض كانت فاضية تمامًا بدون جنود يحموها.. وكل اللي فيها جثث وحطام الأسلحة والمعدات اللي العدو دمرها بسهولة.
وحكى إن حافظ الأسد أمر بانسحاب عشوائي، وكل قائد وحدة أو كتيبة كان بينسحب بالطريقة اللي يحبها فحصلت كوارث.
يعني مثلًا:
قائد الجبهة العقيد أركان حرب أحمد المير.. هرب على ضهر حمار..
لكن الحمار ما قدرش يكمل الرحلة.. فالسيد القائد خدها مشي لحد دمشق.
ولما وصل رجليه كانت ورمت ومنظره كان في منتهى السوء. وبعدها اترقى وبقى عميد!
ومن أول القادة اللي فرّوا كان النقيب رفعت الأسد. وقال: راجعين دمشق نحمي الثورة!
وطبعًا المقدم خليل مصطفى، المخابرات السورية خطفته من لبنان واتسجن.. ومن بعدها محدش عرف عنه حاجة.
وبسبب كل الخيانات دي، “السادات” ما كنش بيثق في قيادة حزب البعث السوري أبدًا.. وفي الزيارة اللي اتكلمنا عنها طلب من الطيار يمشي في مسار مش معتاد.
وبالفعل الطيارة طلعت من القاهرة لأسوان.. وبعدين دخلت السعودية.. ومنها للأردن.. ثم دمشق.. في رحلة استمرت 8 ساعات.
وبعد انتهاء الزيارة ما بلغش السوريين بميعاد المغادرة إلا قبلها بوقت بسيط.
ولما محمود جامع سأله عن السبب قاله: عشان ما يبقاش عندهم وقت يبلغوا الإسرائيليين!
بس الغريب كان التنسيق مع حافظ الأسد في حرب أكتوبر.. ولحد النهارده محدش قادر يفسر إزاي الرئيس السادات كان شايف حافظ عميل وإزاي داخل حرب معاه كتف بكتف؟!
ومحمود جامع لما اتسأل السؤال ده رد وقال:
اللي أنا حكيت ده اللي سمعته من السادات.
وبعدين الكل عارف إن فيه زعيم عربي بلّغ جولدا مائير بميعاد حرب أكتوبر.
مش يمكن يكون هو مش الملك حسين؟
وبعد كل ده.. حافظ الأسد اللي باع أرضه، أو على الأقل سابها محتلة، قالوا عنه بطل، والسادات، اللي انتصر ورجع الأرض، اتهموه بالخيانة!

قد يعجبك أيضًأ